سورة الحج - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)}
{ذلك} هنا وفي الموضع الثاني مرفوع على تقدير: الأمر ذلك كما يقدم الكاتب جملة من كتابه، ثم يقول هذا وقد كان كذا، وأجاز بعضهم الوقف على قوله: {ذلك} في ثلاثة مواضع من هذه السورة وهي هذا، و{ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله} [الحج: 32] وذلك {وَمَن يُشْرِكْ بالله} [الحج: 31] لأنها جملة مستقلة أو هو خبر ابتداء مضمر، والأحسن وصلها بما بعدها عند شيخنا أبي جعفر بن الزبير، لأن ما بعدها ليس كلاماً أجنبياً، مثلها {ذلك وَمَنْ عَاقَبَ} [الحج: 60] و{ذلكم فَذُوقُوهُ} [الأنفال: 14] في الأنفال، و{هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ} في [ص: 55] {حُرُمَاتِ الله} جمع حرمة، وهو ما لا يحل هتكه من أحكام الشريعة، فيحتمل أن يكون هنا على العموم، أو يكون خاصاً بما يتعلق بالحج لأن الآية فيه {فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} أي التعظيم للحرمات خير {إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} يعني ما حرمه في غير هذا الموضع كالميتة {الرجس مِنَ الأوثان} من لبيان الجنس كأنه قال: الرجس الذي هو الأوثان، والمراد النهي عن عبادتها أو عن الذبح تقرباً إليها، كما كانت العرب تفعل {قَوْلَ الزور} أي الكذب، وقيل: شهادة الزور.


{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)}
{فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السمآء} الآية، تمثيل للمشرك بمن أهلك نفسه أشدّ الهلاك {سَحِيقٍ} أي بعيد.


{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)}
{شَعَائِرَ الله} قيل: هي الهدايا في الحج وتعظيمها بأن تختار سماناً عظاماً غالية الأثمان، وقيل: مواضع الحج، كعرفات ومنى المزدلفة، وتعظيمها إجلالها وتوقيرها والقصد إليها، وقيل: الشعائر أمور الدين على الاطلاق، وتعظيمها القيام بها وإجلالها {فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب} الضمير عائد على الفعلة التي يتضمنها الكلام وهي مصدر يعظم، وقال الزمخشري،: التقدير فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب، فحذفت هذه المضافات.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13